الأحد، 16 أكتوبر 2011

معنى الأسم نازك

بسم الله الرحمن الرحمن 
معنى الأسم نازك  هو  يتوائم مع كلمة نيزك  و النيزك أو النيازك  هي الكتل الصخرية التي تنزل من الفضاء بعد إفلاتها من المجال المغناطيسي  للأرض  أما  معنى كلمة نازك فهي وارده في اللغات الفارسيه و الأردو وهما لغتان متوائمتان مع اللغة العربي  ففي اللغة الفارسية معناها  المرهف أو رهيف  الخلق و كما يقال  في اللغة العربية  الرقيق و كذلك في اللغة الأردية معناه القريب  و هي كلمة مستعملة كرقيق و في عمان كان يستعملون هذه الكلمه حيث  يطلق على الرجل أو المرأة الرقيق الخلقو يكون دائما نظيفا و أنيقا  أنه نزوكي وكذلك بالنسبة  للمرأة  يطلق عليها  فيقولون أن فلانه نازوكية و يعني أنها نظيفة وأنيقة في مظهرها وخلقها  . كل ذلك لم يخطر على البال و إنما كانت التسمية بناء على النغمة الجميلة التي يتحلى بها الأسم و كذلك هو من الأسماء النادرة في البلآد العربية  و النادر القليل يكون أكثر جاذبية من الأسماء الشائعة على العموم الأسم جميل و نغمته حلوة معناه جميل و لطيف 
 المرسل  : إبراهيم علي العصفور أبو نازك 

 

الخميس، 13 أكتوبر 2011

ألم الفقد

11 مارس 2011
لازلت في مراحل الصدمه احاول ان اخرج منها ، احاول ان استوعب ، ان اتنفس الحقيقه بدون الم ، اقترب من عالم الموت عله يفيدني بشيء يريح الصدر ويرفع الهم والغم .
استجدي الاحداث حولي لاغوص فيها وانسى ، اتلاشى في لحظة صمت كانت في زمن ما استوحش منها وصارت اليوم ملاذا امنا لي .
اتغصص الالم وارتشفه قطره قطره ، لا ينتهي ، احاول ان اتحاشاه فأراني اغوص فيه ، واراه يزداد عمقا .
اذرف الدمع عل الدمع يطفيء نيران الألم ، فلا ارى للدمع نهايه وكلما قلت ان انتهت الدموع بسكبها الا انني اراها تعود اقل دفقا واقسى الما وحرقه .
نعم لا اعتراض على ما امر الله .
وتعود كلمة لو من الشيطان لتعيد رسم حرقة القلب وتعيدني الى لحظة الصفر ، لحظة طلوع الروح ، لحظة توقف فيها زماني عن الازمان وتوقف فيها مكاني عن الامكنه لأعود لتلك اللحظه لتتشكل امامي شريطا مصورا لا يتلاشى من الذاكره بل يبحث عن احداث صغيره وتفاصيل دقيقه ليكون الصوره اكثر وضوحا واكثر دقه .
انتقل نصفي في عالم اخر مع ابي واختي التي سبقته ، وانا بين عالمين يحمل كلاهما اعز ما لدي من الحياة لا انا مع هؤلاء ولا انا مع هؤلاء .
اقتات الحياة من وجوه اطفالي ووجه امي ، ادار الدمع عنها ، اقترب من الحياة لألامسها ، لأقترب منها ، لأعيشها فأراني أراها مره الطعم ، شاحبة .
اتطلع الى أحبتي على وجه احدهم يقتل الالم ويخنقه ، وينقذني من ان انفذ فيه .
أتساءل وانا ازور قبر ابي واختي وجدي وجدتي واهلي هل سأجد يوما احدا يذكرني بآيه او صدقه او دعاء يخفف عني .
طريق طويل لابد ان نزرعه لنضمن جناء طيبا .
اسمحوا لي على هذه التدوينه ، ولكنها غيض من فيض .
دمتم واحبتكم بخير وعافيه .

لا تبك انت كبير


لا تبكي انتي كبيره ، لا تبك انت ولد والبكاء للبنات فقط ، عبارات لطالما سمعناها من امهاتنا وابائنا ولعل البعض منكم يستخدمها مع ابنائه عندما يزعجونه ببكائهم .
اثار قلقي عدم بكاء ابني علي على والدي الذي توفي ، والذي كان تلاقي ارواحهما كبيرا ومحبتهما لبعض هي اكثر ما نتندر عليه في سالف ايامنا الجميله عندما كان والدي معنا يحيطنا بحبه وحنانه .
ومما جعلني اتوقف مره امامه لاشرح له ان البكاء لا يقلل من شان الانسان عندما زرنا والدي بالمقبره ورأى هو دموعي وقام بتهدئتي ليشرح لي انه رجل لم يبكي من وفاة والدي وقرر ان لا يبكي لانه شجاع مثل باباتي ( ويقصد بكلمة باباتي والدي الذي كان يناديه بهذا الاسم ) .
الا انه اصر انه شجاع وانه كبير وانه رجل ولن يبكي .
هذا في وقت قد يبكي فيه علي اثناء مشاكسات بسيطه مع اخته قد لا تستحق منه ادنى دمعة .
لا تعليق لدي امام هذه الحاله الا ان اقف متعجبه وقلقه .
دمتم بخير

عيد الام


عيد الام

يعود عيد الام عاما بعد عام ، لا يسال عمن فقد امه فياتي في يوم تهيج فيه الدموع ممن فارقوا امهاتهم ، البعض قد لا يعجبه موضوع احتفالي السنوي بعيد الام .
الام رمز لشيء كبير حتى اننا عندما نريد ان نعطي للوطن قيمه كبرى نقول انه كحضن الام .
كل عام يكون احتفالي بعيد الام منحصر بان اكتب كلمات لامي وابي مشفوعة  بهدايا اعرف انهم يحبونها موقعه من اولادي وزوجي .
لا احتاج ان يذكرني البعض هنا ان الام والاب محبتهما ليست في يوم واحد ، نعم ادرك ذلك ولكن يظل لهذا اليوم مذاق خاص لدي احبه دوما الا انه هذا العام جاء مذاقه مختلف بعد فقد والدي .
هذا العام لم احضر هدايا لامي وابي لان والدي غاب عن دنيانا وكنت استلذ لحظه فتحهم للهدايا امام اولادي ويصرخون فرحين بما احضرنا وكاننا احضرنا القمر والشمس ويندفع الصغار في حركه ونشاط وصراخ وفرح افتقدته بشده هذا العام .
الاهم كان بالنسبه لامي وابي الكلمات التي اكتبها لهما .
وانا اقلب في اوراق والدي حصلت هذه الرساله لوالدي وتفاجأت بانه كتب لي  ردا لم اقراه انا ابدا - سابقا -وضعه مع الرساله في ملفاته :
كان نص رسالتي :
أبي الحبيب ابراهيم
للابوة معنى كبير ففي حضن الاب الامان من غوائل الدهر ... ودوما كنت استشعر القوة فيك .. ولكنها القوة المصحوبة بالمحبة  وليست القوة المصحوبة بالشدة ... وكنت اسائل نفسي كيف جمعت بين اطراف هذه المعادلة .. وكلما رايتك مع اولادي تحنو على هذا وتداعب ذاك .. فانني أغبط نفسي ان لدي والد مثلك ... وكلما لجأ اليك اولادي ليشتكوا علي احيانا فانني ادرك تماما ان حل المعادلة الصعبة لا يكون الا معك ... واراقبك علي اجد حلها من خلال ملاحظتي لك .
وبدءا  من اسمي الذي اخترته من صميم قلبك وكانك به اردت ان تميزني عن العالم كله كما انا مميزة في قلبك فانني اشكرك واتمنى ان لا اكون قد خذلتك واعذرني ان كنت تتمنى ان تراني بصورة اخرى .. ولكن عذري انك اعطيتني الحريه فمارستها في روحي اولا فلم احزن من اي قيد لانني لم ارى القيد الذي يفرضه بعض الاباء ولكن وجدت منك كل الاحترام والتقدير والمحبة والتقبل في كل وقت .
تقبل محبة ابنتك دوما
نازك ( لم اذكر تاريخ الرساله ) وان كنت واثقه انها في 21-3-2006 نفس تاريخ رسالته .

وكان رد والدي في 21/3/2006 كالتالي :
ابنتي الغاليه الحبيبه ...نازك
رسالتك مرآة لشعورك الفياض من المحبة والتقدير والاحترام ، تحللين فيها شخصية الاب الحريص على حياة ومستقبل اولاده ، لان حياتهم جزء ممتد لحياته الخاصه جدا وشعورهم هو عمق اخر لشعوره .
فاشكر لك ذلك الشعور الفياض واشكر تقديرك لي واحترامك فانتي كما تمنيت ان تكوني ، تجمعين بين النجاح في الحياة الخاصه والنجاح في الحياة العملية ومتوازنة في الحياة الاسريه فثقي ان محبتي لك وتقديري لشخصك هو انعكاس لحسن سيرتك الطيبه الرشيده
وفقك لاله لكل خير وشكرا على الهدية العطره ... والدك
21/3/2006

عيد الام هذا العام كان اجمل مافيه بطاقة علي اللي كتب فيها اسمه وقبيلته تحت اشراف معلمته ـ وكانت اجمل هديه هي قبلته لي وانا اخذه من الدرسه عائدة به الى البيت .

ابراهيم العصفور في ذمة الله (4)

مع الكثير من المسجات التي وصلتني معزيه استوقفتني البعض لجمال ما بها من معاني احببت اثباتها وانا اقول هنا انها ليست من تأليفي وانما اضعها هنا لبيانها بالنسبة لي:
المسج الاول : منذ ايام قليله قد كان معنا ضاحكا مبتسما لا يشكو من شيء ويساعد الناس في شكواهم ويحاول ان حلها بشتى الطرق ، وقد خدم بلاده ، ومجتمعه حيث كان بمثابة الاب والاخ والصديق والقريب للجميع وقد فقدناه مع الجميع ، لقد انكسرت قلوبنا بفقده ورحيله الى الرفيق الاعلى ، ندعو المولى عزوجل ان يدخله في فسيح جناته وان يغفر له ذنوبه والفاتحه الى روح الفقيد المرحوم الحاج الشيخ ابراهيم بن علي العصفور واهداها الى روحه الطاهره النقيه الساميه .
المسج الثاني : أبا نازك ..
كنت مثل الطيب نفرح بانتشاره
 كنت بالنسبة لنا حاجة كبيره ..
 انت نور ترفض الارض اندثاره ..
انت غيث يروى الدنيا غديره ..
انت جار يفزع لي ضاق جاره ..
انت سيره مثلها ما فيه سيره ...
انت غايه انت رايه انت شاره
 انت خوة انت قوة انت جيره
انت كل المدح ما ينقص عباره
انت كل المجد ما تبقى مسيره
باختصار انت الذي صعب اختصاره
انت تاريخك من اولته لاخيره
المسج الثالث: قد ذهبت يا دنيا الخلود ، وتركت في النفوس لوعة ، وفي القلوب غصه ، وفي العيون دمعا وخاصة لدى من شارككالحلوة والمره طيلة حياتك عائلتك الكريمه ، لكنك رغم بعادك عنا فانت تعيش معنا وفي ضمائرنا نذكرك مع الاصيل ونراك عند الفجر بسمة حلوة في افواه الصغار ونسمعك نشيدا شجيا مع تراتيل الابرار والصديقين في الفردوس السماوي .

ابراهيم العصفور في ذمة الله (3)

الكلمه التي القيت في مأتم الزهراء عليها السلام - بولاية صحم في اربعينية الوالد رحمة الله عليه :




اولا اعذروني هنا لأقف امامكم لأقول كلمات بسيطه قليله لدقيقتين لا اكثر بحق هذا الرجل العظيم الذي فقدناه ولو انه مهما قيل فيه من عبارات وكلمات لن تفي بحقه علينا نحن من ابناء اهله وجماعته من اهل هذه المنطقة .
وبداية هنا عطروا افواهكم بذكر الصلاة على محمد وال محمد
ثمة أسماء تلمع في قلوبنا تأبى أن تغيب ، أو أن تختفي لأنها امتزجت بأرواحنا ، قد نمضي ..قد نفترق ..قد نرحل .. وقد لا نلتقي ولكن يبقى صداها في داخلنا للأبد .
في صبيحة يوم  الجمعة ال 30 من صفر 1432 هجريه الموافق الرابع من فبراير2011ميلاديه اي قبل اربعين يوما تقريبا من يومنا هذا  فاضت روحه الطاهرة في حوالي الساعة الثامنة صباحا .
وقد اختار الله له ميتة طيبة إذ توفي في داره وبين أهله وأحبته في يوم مبارك حيث ورد عن الإمام الصادق عليه السلام : ( من مات بين زوالي الخميس والجمعة آمنه الله من ضغطة القبر)
وفي فجر تلك الجمعة كان يؤذن للصلاة ، صادحا صوته عاليا  بقوله : ( أشهد ان عليا بالحق ولي الله ) حيث أفاق الناس على صوته لأداء صلاة الصبح  ليفاجأوا بعد عدة ساعات قليله بخبر وفاته الذي فجع القريب والبعيد .
     حيث كان رحمة الله عليه أبا للجميع ، أشرف علينا وعليهم كأسرته وعلى أبناء جماعته كأب روحي .. لم يبخل عليهم بما يمكنه ان يساعد به الآخرين .. وشارك المجتمع أفراحه وأتراحه ليعطي القدوة والمثل للجميع حول أهمية هذه المشاركات ..معلما .. وأخا .. وصديقا  ومرشدا ومسؤولا . .
    وقد أحب طوال فترة حياته ان يحيا بين أبناء ولايته بالرغم من الفرص المغرية له بالانتقال عنها .. إلا إن رغبته إن يخدم مجتمعه من خلالكم جعلته يحيا ويموت بينكم
كان رحمه الله وكما تعلمون مشرفا فخريا وقائما على مأتم الأمير ومأتم الزهراء ومسجد الرحمة .
وقد امتدت خدماته المجتمعيه حول تجميع الشباب في مسجد الأمام الصادق عليه السلام بعد افتتاحه في منطقة الحويل .
بفقده افتقدنا ركنا مهما في المجتمع ولكننا سائرون بتجمعنا على نهجه .. أخوة في الله 
وفي محبة ال بيته الطيبين الطاهرين .
ولقد رحلت ايها العزيز بعد رحلة لم تدم طويلا في الحياة ولكنها زاخرة بالعطاء والانجازات وخاصة في المجالات الاجتماعيه والتطوعية وعملت ما بوسعك لخدمة 
الجميع قربة الى الله تعالى . 

فكان القدر لك بالمرصاد ..وغيبك الموت فعدت إلى منابع الصفاء تاركا اهلك وجماعك وأحبائك بلا أب حنون لهم  ، ورحيلك بهذه العجالة قد ترك في نفوس كل الذين عرفوك عن كثب لوعة وفي قلوبهم حسرة وغصة 
واليوم نقف مبتهلين الى الله عزوجل متضرعين له في اربعينية ابانا ابراهيم العصفور 
ان يكون مثواه الجنه مع النبيين والصديقيين والشهداء وحسن اولئك رفيقا .
أتقدم لجميع من شاركنا يوم وفاته بالمواساة ودفنه وتلقي عزاءه طوال الثلاثة أيام العزاء والليلة شاركنا بإقامة اربعينيته والشكر من عائلته للجميع خاصة من اجتهد وبذل الجهد لإقامة هذه الليلة داعين الله عزوجل أن يكون في ميزان حسناتكم انه مجيب الدعاء .

نسألكم قراءه سورة الفاتحة  المباركة على روحه مسبوقة بالصلاة على محمد وال محمد .

ابراهيم العصفور في ذمة الله (2)

من سنوات  بعيده وانا ادرس بالجامعه حلمت حلما اقعدني من النوم باكيه ، اذرف الدمع وانا اتخيل فقط انه قد يحدث يوما ما .
كان المنام الذي رايته لا اتذكر تفاصيله وان كان اجمالي موضوعه ان والدي توفي .
قمت فزعه واتصلت بوالدي ووالدتي لاطمئن عليهما ، وبعدها بايام قلائل اتذكر انني كتبت رساله لوالدي معبره له عن محتوى الحلم واقول له انني ما رايته كان حلما فقط الا انه احزنني وانني لا اتخيل الدنيا بدونه .
واليوم رايت الدنيا بدونه ، بدون حضوره ، لا معني لها ، مجرد طرق لعالم اخر .
كان يشتكي لي منذ ايام من وفاته كيف ان امي ترهق نفسها بمشاركتها التي قد تفوق تحملها والتي قد تقعدها مريضه اياما في الفراش لكل عزاء يقام ، هذا الكلام اثر مرضها فجأة في محرم الماضي قبل اقل من شهرين من وفاته .
ما درى والدي ان الموت ينسج نسيجه حوله وانه الذي كان يتمتع بالصحه والعافيه ولا يشكو ضغطا ولا سكر ولا اي من امراض يشتكي منها الكبير والصغير هو من سيقع في براثن الموت .
من حولنا ناخذ العبره ، جاءتنا من ايام قلائل عجوز تعزينا وتصرخ ان ابراهيم لم يتوفى وانما سحر او غاب كما تقول ، وكان حولها النساء يهدئن من روعها ، وما يضحك في الموضوع انها اصرت انه حي واردفت وهي خارجه تمسكها الاذرع كي لا تسقط من انحناءه ظهرها سلمي على ابراهيم لمن يرجع .
قلت لها : ان شاء الله سابلغه سلامك .


يقولون الحريم اللي يزورونا كلمه فيها حكمه :
(اهل القصور في القبور واهل القبور في القصور) دلاله على انه من الناس من يشتكي من مرض اقعده في الحياة سنوات بين المرض والعجز واخرون  صحيحي الجسم ماتوا سريعا .
وكلمه اخرى يتداولونها اذكرها ايضا هنا : ( لا تيأس من مريضك ولا تفرح بصحيحك ) دلاله ان المريض قد يظل سنوات وسنوات يعيش بمرضه وعجزه وقد يفاجيء الموت من لا تتوقع ان ياخذه .
الاهم من كل هذا ان يكون من كل هذا التنبيه من الغفله ، وادراك ان الدنيا ليست هي مطلبنا .
وان لابد ان نزرع لآخرتنا عبر دنيانا .
دمتم سالمين وبعيدين عن الغفله .

الحفل التأبيني لاربعينية الوالد  رحمه  الله تعالى على الرابط :
http://www.alhuda14.net/vb/showthread.php?t=26124

ابراهيم العصفور في ذمة الله (1)

منذ ايام قلائل من وفاة والدي كنت احادثه بضروره كتابه سيره حياته لانه كان - رحمه الله عليه - واسع الاطلاع كثير التجارب على كافة الاصعدة ، وكان لديه من الذكاء والمثابره ما يجعل همته عاليه وقد يكون هذا ما اعطاه ميزات كثيره يستشعرها من لامس جانب من حياته .
واتذكر انني كنت قد بدأت بطرح فكره ان يدون تجاربه في مدونه تحمل اسمه ، وبعد فتره ينتقي منها ما يناسب ليكتب سيره حياته .
اليوم وانا ابحث وسط اوراقه وجدت ابعادا كثيره في حياته لم اكن ادركها ، لانني ببساطه قررت في لحظه معينه ان اترك ما لايستحق ان اعتني به لاهتم بالاهم بالنسبه لي .
لست بصدد الخوض فيما اطلعت عليه وان كنت واثقه من قبل ان سنه واحده من سنوات حياة والدي تعادل عدد كبيرمن السنوات خبره وتجارب وحياة ، وحياته التي عاشها بين اليتم والسفر والتنقل وحتى الاستقرار جعلت من حياته حيوات عدة .
لي عوده للكثير مما قد اتذكره
لا اقصد به  التفاخر ، الا ان والدي يستحق ما دام اختار ان يرضى بما قسم الله له ان اكون وحيدته بعد وفاة اختي ، ان اقول انه عاش انسانا ومات انسانا بكل ما يحمل معنى الانسانيه من محبه وتراحم وقسوة احيانا .
ادعو الله ان يجازيه على عمله الخير احسن الجزاء ويتجاوز عما يعلمه من خفاياه وان يحاسبه بعدله ورحمته لا بعدله .
لازلت اعبر مراحل الصدمة في وفاة والدي ، ولا زلت استيقظ كل صباح لاقول يارب ان يكون ما صار حتى الان حلما واعود لاراه مبتسما مطلا علينا بمزاحه وضحكاته التي ملآت ارجاء بيتنا . 

ابراهيم العصفور في ذمة الله (0)

من ايام قلائل جاءني خبر وفاة والد صديقتي في الهند وصديقتي هذه بالرغم من تباعد الايام بيننا الا انني لا زلت اتذكر انني عشت اجمل حياة طفولتي نمرح معا في بيتهم الذي احتوى صداقة وايام طفوله كنا نعايشها سعداء .
كنت اتساءل : كيف استطاعت احتمال وفاة والدها في الهند امام ناظرها
وكيف ان اخوها رجع مع جثمان والده وظلت هي تنتظر توافر حجز لها ولابنائها لتشارك في حضور عزاء والدها
وبعد اقل من 40 يوم
رن جرس الهاتف في بيتي الساعه السابعه صباحا من يوم الجمعه 4 فبراير 2011 الموافق 30 صفر 1432ه واذا بصوت امي باكيا ان تعالى والدكي مريض .
ذهبت مسرعه وانا اخبر زوجي ان ابي مريض وساذهب لاراه .
رحت راكضه لارى امي تبكي في الصاله واسالها اين والدي فقالت لي : داخل الغرفه
دخلت ورايته يطالعني ويقول لي امك اكيد اتصلت بكي واقلقتك ، انا خبرتها ان لا تزعجك
قلت له عشان خاطري نروح للطبيبه تشوفك
رحنا معا انا ووالدي ووالدتي وزوجي وابي
اعطتنا ادويه الدكتوره للغازات لانه شكى من بطنه واسهال
عدنا للبيت وتاكدت من انه شرب الدواء وقلت له اروح شوي اشوف الصغار وارجع لعد شوي
قال لي روحي ارتاحي
رجعت البيت
وانا اتجهز لاستحم
رن الهاتف مره ثانيه واذا بامي هذه المره تبكي ان والدي تعب مره ثانيه
رحت مسرعه مع احمد ابني
دخلت لاجد امي تصرخ باكيه ان والدي تعبان
رحت له وجدته جالسا ولا يرد علي
اناديه فلا يجيبني
كنت مشغوله بمحاوله يائسه ان اعمل له انعاش بالضغط على صدره
وتمديده
شهق شهقه
وتنامى الامل داخلي ان لابد من امل
عندما لم يستجيب صرخت مناديه زوجي الذي سمع صوتي وهو قادما بسرعه
بين الامل والرجاء والدعاء والدموع
غابت شمعه والدي
كان نقله للمستشفى بعدها تحصيل حاصل
ساعدنا جارنا الدكتور السوداني في نقله
وكانت محاولة الاطباء لمحاولة انعاشه تشبه المستحيل
بين الدموع والرجاء فقدنا الغالي والدي
وصرت اكثر يقينا بان لا شييء في الحياة يستحق
وان مردنا لتلك الحفره .
عسى الله ان يجعلها روضة من رياض الجنه لوالدي ولي ولكم ولموتى المسلمين جميعا .
الان عرفت ما هو شعور صديقتي التي مات والدها امام عينها ، نعم عرفت وتيقنت ان وجود الاب شيء كبير .
فكل من يعيش في كنف والديه او احدهما لا تغفل ان تبرز لهم حبك يوما بعد يوم ، ولا تنسى ان تستغفر لهم لانك يوما ما ستكون مثلهما فقيرا محتاجا لدعوة او صدقة فكن انت معلما لابنائك .
اشكرك ياوالدي الحبيب على ما قدمته لي وادعو الله ان يعطيني من القوه والقدرة لاكون ابنة بارة من خلال ان يهديني الى الطرق التي تصلك من خلالها هداياي .
دعواتي لكم بالخير دوما .
دمتم بمحبه .
ملحوظة :

أن الوفاة يوم الجمعة أو ليلتها من علامات حسن الخاتمة حيث يأمن المتوفى فيها من فتنة القبر، فعن ابن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر } أحمد والترمذي وصححه الألباني


وصلني هذا الخبر من عدة ايام واحببت ايراده في هذا المقام : 


انتقل الحاج الشيخ ابراهيم بن علي العصفور الى جوار الباري سبحانهُ وتعالى بعد عمر ناهز على ال 68 سنه اثر نوبةٍ قلبية مفاجئه ألمت به في صبيحة الجمعه 30 صفر 1432هـ، وشيع بعد صلاة الجمعه في حشدٍ كبير من المشيعين. والشيخ هو من رموز المجتمع في صحم ويشغل رحمه الله منصب شيخ قبيله وتبوء عضوية مجلس الشورى وغرفة التجارة والصناعه لفترةٍ من حياته. 
 
 إلتحق الفقيد رحمه الله بالمدرسة السعيدية لدراسة  المرحلة الإبتدائية وانتقل فيما بعد إلى البحرين ليكمل دراسته هناك ومن ثم عاد إلى عمان لينهي المرحلة الإبتدائية في المدرسة السعيدية . وفي عام 1963م غادر إلى مصر وبقي في القاهرة لعدة أشهر وفي 13 يناير من عام 1964 ذهب إلى قطر حيث جلس فيها لستة أشهر تقريبا ومن ثم ذهب لمؤتمر طلابي عقد في موسكو وكان أحد المدعوين هنالك لحصوله على منحة دراسية في الخارج فذهب وكان معه الوزير السابق أحمد الغزالي.رجع بعدها للوطن الحبيب ليستلم منحةً دراسية  إلي بولندا حيث بقي فيها لخمسة سنوات حيث تخصص في الاقتصاد الصناعي.
 
عاد بها ليعمل مع الحاج حسين بن حمزه رحمه الله واستقل فيما بعد بعمله الخاص. تقلد مشيخة القبيله وادارة مأتم الأمير ومسجد الرحمه بعد ارتحال الفقيد حسين بن حمزه الى جوار ربه.  رزق الفقيد بابنتان توفيت الاولى اثر مرض عضال والاخرى على قيد الحياه.
 
وفي هذا المصاب الجلل، نتقدم من عائلة المغفور له ومحبيه بأحر التعازي سائلين المولى أن يسكنه فسيح جنانه، انه سميع مجيب الدعاء، وانا لله وانا اليه راجعون.