الثلاثاء، 19 يوليو 2011

قهوة العيد ( 2)

للقصة وجه اخر :
في قهوة العيد (1) كان هو نهاية مطاف عمل دؤوب من الوالد رحمة الله عليه للتجهيز والوقوف على كل شي في تنظيم وترتيب مجلس الضيوف .
كان وجود الضيوف بحد ذاته عند والدي عيدا اخر ينافس العيد المحتفل به ، الاحظ قسمات وجهه السعيده وهو يستقبل زواره ، بعد ان يكون قد قضى وقتا في مناقشه متى هو الوقت الانسب له وللناس ، وبعد مناقشات كنت اتضجر منها واعتبر انها شي تافه لا يستحق كل ذلك الوقت ، يحضر دفتره وقلمه ليسجل اسماء الضيوف المرتقبين .
يسجل الاسماء ، احيانا يعمل على توجيه دعوات على شكل بطاقات للبعض في بعض المناسبات - لا اميز انها ما هي - ولكن ما كنت اعرفه انه يوجه حديثه لابو احمد بعد اكتمال الاسماء ان يخبر فلانا وفلانا .. ثم يبلغ ابو قصي رفيقه في المسجد ليكمل دعوة الناس .
ابو قصي كما هو معروف رجل نشيط واجتماعي بين الناس ولا اعتقد ان في المجتمع من يحمل غير المحبة له لتواضعه مع الناس . والاهم انه رفيق والدي الصباحي لصلاة الفجر حيث يتناوبون الاذان .
بعد ذلك تاتي الترتيبات للوجبه ، ماذا ستكون ياترى ؟؟
هذه مناقشات مطبخيه تدور وراء الكواليس بين الوالده وابي والطباخ احيانا ، الاهم ان تكون مكرونه الجبن حاضرة لانها وجبه والدي المفضله وكان يطلق عليها اسم ( ميكي ) لانه يفضلها على اي صنف اخر ، بالرغم من اننا نحاول ان نوصل اليه ان الناس لا يستلطفونها لانهم غير معتادين ان تتواجد في الولائم ، الا انه يصر عليها .
بعد ذلك تبدأ امي قبل العزومة بايام بترتيبات الصحون وغيرها من الادوات لاستخراجها وتنظيفها وتنظيمها ، كل هذا يتم في ايام وليس في ساعات .
يوم العزومه يكون يوما حافلا ، فوالدي يريد ان يطمئن ان كل شي جاهز وامي تتضايق من الاسئله وتريد ان تنجز ما عليها بصمت ، تحاول ان تشرح وتذكره ان كل شي سيكون على ما يرام ، الا انه يريد ان يرى هذا الذي على ما يرام بنفسه .
عند الساعه السابعه والنصف مساء ينزل والدي لابسا ومتجهزا لاستقبال ضيوفه وبيده العصا ، ويبدا باستقبالهم استقبالا كنت اراه رسميا نوعا ما وهو لا يرتاح الا عندما يقف ليتأكد من حضور من عزمهم .
بعد انتهاء العزومه ، يكون قد ارتاح بعد لقائه بضيوفه وخروجهم مرتاحين يودعهم ويبقى ليخبرنا شاكرا الوالده على عملها وينهي ليلته ببعض الاشارات ان اتركوا كل شي وبكره موضوع التظيف ، لانه يعرف انه استهلك طاقة الجميع في الترتيبات .
عندها تبدأ اوامر امي الصارمه ان انتهى دورك بانتهاء عزومتك والا ترتيباتنا لنا .

كل عيد اتمنى ان يكون سعيدا عليكم ، ولكنه لن يحمل هذه المره وجه والدي يستقبلكم ويودعكم على باب داره ، لن تسمعوا صوته وهو يرحب بكم ويدعوكم ان تفضلوا ، العيد سيكون هذا العام عيدا مختلفا بدونك والدي الحبيب. اغمض عيني فارى وجهك الباسم ، وانت تقول لا تقلقي كل شي بخير ، نعم كل شي بخير يا والدي ، ادعو الله لك بذلك .

قهوة العيد ( 1)





شاكر الشيخ وابراهيم العصفور 

عباس الكشري وحسام العصفور



االصورة للشيخ محمد الفريد والشيخ جابرالعجمي 
علي فهد الكشري و حسين قيس الكشري 
احمد ابراهيم الكشري وعبدالله فهد الكشري







استنادا الى المصدر الموثق منه هذه الصور وهذا الموضوع : http://www.alhuda14.net/vb/showthread.php?t=22234

الاثنين، 18 يوليو 2011

ظلامٌ في منتصف النهار ..



بقلم : علي بن سلمان العجمي (أبوكرار)
قصيدة تأبينيه لفقيد المجتمع الحاج الشيخ ابراهيم علي العصفور رحمه الله:
ظـــــلامُ الليــلِ خيّمَ بالنهــــارِ *** وضــــوءُ الظهرِ غـــادر بانكســــارِ
ومــذ لاحت جنازتـــهُ علينـــــا ***رأيتُ القـــــلبَ يـــلهبُ كالجمــــارِ
وخلتُ جنــــازةَ المرحـــومِ فُـلـكاً ***تَشُـــــــقُّ طَــريقها وسطَ البحـــارِ
كــــأني بالفقيــــد يمـــــدُ كفاً ***ليمســــــحَ لحظـــةً رأس الصغــارِ
ويســــري بعد ذلك دون مهـــــلٍ*** ليســــــــدل فوقه ثـــــوبَ الدثارِ
ويُعـــلي في مسامعنا بصمــــــتٍ ***بأن الموت يـــأتي كالشـــــــــرارِ
ليخطفَ دون تميــيزٍ وعــــــــذرٍ ***ويعمـــلُ حكمــــــــهُ دونَ اصطبارِ
فحقَّ لشـــــاعرٍ نثـــــــر الرثا ***وحـــــق له رثاؤك في الجهــــــارِ
فأين تركت غـــــوثــــك للحيارى ***ومــــن خـــــــــلفتَ للشدد الكبارِ
وأين ذهبت بالبسمــــــاتِ عنّــــا ***وفيما تركت أثـــــــواب الوقـــــارِ
أهل دُفنـــت بلحـــــدٍ أم تُراهــا ***مــــــــواريثٌ ووقفٌ للديــــــارِ
ستبقى حاضراً في كل ذهـــــــــنٍ ***كمثلِ الضوء من خلــــــف الخمــــارِ
وتبقى(ذو الجنــــاحِ) بلا جنــــاحٍ *** فقد فقــــــــدتك رادوداً وقــــاري

* شمس في منتصف النهار كناية عن وقت تشييع الفقيد।
** ذو الجناح اشارة الى قصيدة عزائيه في نهاية عزاء ليلة العاشر من محرم الحرام، وتكون لختام العزاء وكان الفقيد من ابرز المشاركين في قرائتها في كل عام.
تم الفراغ من كتابة هذه الابيات في 16 مارس 2011م

وفاء الخالة مريم

حدثتني امي وهي تخبرني عما دار بينها وبين الخاله مريم .
وهي امرأة لم تتغير هيئتها في ناظري منذ ان كنت طفلة وهي تمر على بيوتنا تستقبلها امهاتنا بالفرح اذ تخبرهم بمستجدات السوق ، وما اشتروا وباعوا فيه وهم المحظور عليهم الذهاب الى سوق الحصن لانه للرجال حيث تباع فيه الخضروات والاسماك وغيرها من مستلزمات البيت اليوميه . 
وكأن الخاله مريم اقتحمت عالم سوق الحصن غير عابئه بالرجال بهيئتها التي تدل على انها ولى زمن الانوثه من حياتها بقدان زوجها وابنتها . 
احببت الخاله مريم التي عملت دكان صغير في الحاره بعد ان كنا نذهب الي بيتها المظلم لنشتري الحلوى ، دكانها اصبح مع مرور الايام مقرا وناديا للنسوة يتجمعن فيه ويشتربن لاحفادهن الحلوى وانواع البطاطس والعصائر ، والذي يحوى عطورات وبخور واشياء اخرى من مستلزمات النساء والبيت . 

الخاله مريم تقول لامي : لولا اضطراري للحضور الى الحاره بصحم فانني لم اكن لادخلها بعد ذهاب ابراهيم منها ، وكانك يا والدي الحبيب انتزعت من الحاره روحا كانت تلامس بعض الارواح التي عاشت ردحا من الزمن معك وبك ، رحماك ياربي حتى الخاله مريم التي كسرتها السنون فغيبت من ناظرها الكثير من الرؤيه ، تبكيك بالرغم من جفاف الدمع من عينيها ، وتحذير الاطباء بان لا تتلف ما بقي منها بالدموع . 
فماذا نفعل نحن .. ممن تنعموا واغترفوا من محبتك وكنت خيمة عليهم ؟؟؟
رحمة الله عليك وجعل الله ذكراك العطره مما تستحق عليه الرحمه نورا وهدايا لروحك في العالم الاخر .
مصدر الصور : http://www.khalidalfaisali.net/vb/showthread.php?t=6498

اهداء :


 مدونة هي باقة ورد اهديها الى روحك الحبيبة والدي الغالي ليست لاجل ان اعلن انك لم تنتهي من الوجود ، ولكن لاعلن انك ما دمت بقلبي تعيش فانت لا تموت ، اسال الله ان تكون رحلتك الابديه امنة ومسلكها ميسر ، واقول لك من قلب ابنة محبة : ان اللقاء قريب .
كنت اسالك وانت بيننا ان نعمل على هذه المدونة لتذكر فيها ذكرياتك الكثيره وحديثك الذي اثرانا وجعلني اقول ان الافضل لو ضمن ذكرياته كتاب لثراء ما بها من حكايات ولكن شاء الله تعالى ان تغادرنا قبل ان نعلن عن هذه المدونة وعن ذلك الكتاب المترقب ، وكنت اقول انني ساعلن عن مدونة لاختي ( اماني ) رحمة الله عليها تكون مهداة الى روحها ، وايضا لم يواتيني ان اقوم بها لذا فانني هنا ساضمن مدونتك كل ما اجده من كلماتك ورسائلي اليك عل في تضمينها هنا تذكير لمن له اب او ام ان يتدارك الوقت فيقضي زمنه قليلا معهما ينهل من حبهما وليطبع في ذاكرته المزيد مما سيحتاجه في ايامه عندما يعلنا الرحيل .