الاثنين، 18 يوليو 2011

وفاء الخالة مريم

حدثتني امي وهي تخبرني عما دار بينها وبين الخاله مريم .
وهي امرأة لم تتغير هيئتها في ناظري منذ ان كنت طفلة وهي تمر على بيوتنا تستقبلها امهاتنا بالفرح اذ تخبرهم بمستجدات السوق ، وما اشتروا وباعوا فيه وهم المحظور عليهم الذهاب الى سوق الحصن لانه للرجال حيث تباع فيه الخضروات والاسماك وغيرها من مستلزمات البيت اليوميه . 
وكأن الخاله مريم اقتحمت عالم سوق الحصن غير عابئه بالرجال بهيئتها التي تدل على انها ولى زمن الانوثه من حياتها بقدان زوجها وابنتها . 
احببت الخاله مريم التي عملت دكان صغير في الحاره بعد ان كنا نذهب الي بيتها المظلم لنشتري الحلوى ، دكانها اصبح مع مرور الايام مقرا وناديا للنسوة يتجمعن فيه ويشتربن لاحفادهن الحلوى وانواع البطاطس والعصائر ، والذي يحوى عطورات وبخور واشياء اخرى من مستلزمات النساء والبيت . 

الخاله مريم تقول لامي : لولا اضطراري للحضور الى الحاره بصحم فانني لم اكن لادخلها بعد ذهاب ابراهيم منها ، وكانك يا والدي الحبيب انتزعت من الحاره روحا كانت تلامس بعض الارواح التي عاشت ردحا من الزمن معك وبك ، رحماك ياربي حتى الخاله مريم التي كسرتها السنون فغيبت من ناظرها الكثير من الرؤيه ، تبكيك بالرغم من جفاف الدمع من عينيها ، وتحذير الاطباء بان لا تتلف ما بقي منها بالدموع . 
فماذا نفعل نحن .. ممن تنعموا واغترفوا من محبتك وكنت خيمة عليهم ؟؟؟
رحمة الله عليك وجعل الله ذكراك العطره مما تستحق عليه الرحمه نورا وهدايا لروحك في العالم الاخر .
مصدر الصور : http://www.khalidalfaisali.net/vb/showthread.php?t=6498

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك كلمة تأخذ من وراءها اجرا من الله تعالى :