للقصة وجه اخر :
في قهوة العيد (1) كان هو نهاية مطاف عمل دؤوب من الوالد رحمة الله عليه للتجهيز والوقوف على كل شي في تنظيم وترتيب مجلس الضيوف .
كان وجود الضيوف بحد ذاته عند والدي عيدا اخر ينافس العيد المحتفل به ، الاحظ قسمات وجهه السعيده وهو يستقبل زواره ، بعد ان يكون قد قضى وقتا في مناقشه متى هو الوقت الانسب له وللناس ، وبعد مناقشات كنت اتضجر منها واعتبر انها شي تافه لا يستحق كل ذلك الوقت ، يحضر دفتره وقلمه ليسجل اسماء الضيوف المرتقبين .
يسجل الاسماء ، احيانا يعمل على توجيه دعوات على شكل بطاقات للبعض في بعض المناسبات - لا اميز انها ما هي - ولكن ما كنت اعرفه انه يوجه حديثه لابو احمد بعد اكتمال الاسماء ان يخبر فلانا وفلانا .. ثم يبلغ ابو قصي رفيقه في المسجد ليكمل دعوة الناس .
ابو قصي كما هو معروف رجل نشيط واجتماعي بين الناس ولا اعتقد ان في المجتمع من يحمل غير المحبة له لتواضعه مع الناس . والاهم انه رفيق والدي الصباحي لصلاة الفجر حيث يتناوبون الاذان .
بعد ذلك تاتي الترتيبات للوجبه ، ماذا ستكون ياترى ؟؟
هذه مناقشات مطبخيه تدور وراء الكواليس بين الوالده وابي والطباخ احيانا ، الاهم ان تكون مكرونه الجبن حاضرة لانها وجبه والدي المفضله وكان يطلق عليها اسم ( ميكي ) لانه يفضلها على اي صنف اخر ، بالرغم من اننا نحاول ان نوصل اليه ان الناس لا يستلطفونها لانهم غير معتادين ان تتواجد في الولائم ، الا انه يصر عليها .
بعد ذلك تبدأ امي قبل العزومة بايام بترتيبات الصحون وغيرها من الادوات لاستخراجها وتنظيفها وتنظيمها ، كل هذا يتم في ايام وليس في ساعات .
يوم العزومه يكون يوما حافلا ، فوالدي يريد ان يطمئن ان كل شي جاهز وامي تتضايق من الاسئله وتريد ان تنجز ما عليها بصمت ، تحاول ان تشرح وتذكره ان كل شي سيكون على ما يرام ، الا انه يريد ان يرى هذا الذي على ما يرام بنفسه .
عند الساعه السابعه والنصف مساء ينزل والدي لابسا ومتجهزا لاستقبال ضيوفه وبيده العصا ، ويبدا باستقبالهم استقبالا كنت اراه رسميا نوعا ما وهو لا يرتاح الا عندما يقف ليتأكد من حضور من عزمهم .
بعد انتهاء العزومه ، يكون قد ارتاح بعد لقائه بضيوفه وخروجهم مرتاحين يودعهم ويبقى ليخبرنا شاكرا الوالده على عملها وينهي ليلته ببعض الاشارات ان اتركوا كل شي وبكره موضوع التظيف ، لانه يعرف انه استهلك طاقة الجميع في الترتيبات .
عندها تبدأ اوامر امي الصارمه ان انتهى دورك بانتهاء عزومتك والا ترتيباتنا لنا .
كل عيد اتمنى ان يكون سعيدا عليكم ، ولكنه لن يحمل هذه المره وجه والدي يستقبلكم ويودعكم على باب داره ، لن تسمعوا صوته وهو يرحب بكم ويدعوكم ان تفضلوا ، العيد سيكون هذا العام عيدا مختلفا بدونك والدي الحبيب. اغمض عيني فارى وجهك الباسم ، وانت تقول لا تقلقي كل شي بخير ، نعم كل شي بخير يا والدي ، ادعو الله لك بذلك .
في قهوة العيد (1) كان هو نهاية مطاف عمل دؤوب من الوالد رحمة الله عليه للتجهيز والوقوف على كل شي في تنظيم وترتيب مجلس الضيوف .
كان وجود الضيوف بحد ذاته عند والدي عيدا اخر ينافس العيد المحتفل به ، الاحظ قسمات وجهه السعيده وهو يستقبل زواره ، بعد ان يكون قد قضى وقتا في مناقشه متى هو الوقت الانسب له وللناس ، وبعد مناقشات كنت اتضجر منها واعتبر انها شي تافه لا يستحق كل ذلك الوقت ، يحضر دفتره وقلمه ليسجل اسماء الضيوف المرتقبين .
يسجل الاسماء ، احيانا يعمل على توجيه دعوات على شكل بطاقات للبعض في بعض المناسبات - لا اميز انها ما هي - ولكن ما كنت اعرفه انه يوجه حديثه لابو احمد بعد اكتمال الاسماء ان يخبر فلانا وفلانا .. ثم يبلغ ابو قصي رفيقه في المسجد ليكمل دعوة الناس .
ابو قصي كما هو معروف رجل نشيط واجتماعي بين الناس ولا اعتقد ان في المجتمع من يحمل غير المحبة له لتواضعه مع الناس . والاهم انه رفيق والدي الصباحي لصلاة الفجر حيث يتناوبون الاذان .
بعد ذلك تاتي الترتيبات للوجبه ، ماذا ستكون ياترى ؟؟
هذه مناقشات مطبخيه تدور وراء الكواليس بين الوالده وابي والطباخ احيانا ، الاهم ان تكون مكرونه الجبن حاضرة لانها وجبه والدي المفضله وكان يطلق عليها اسم ( ميكي ) لانه يفضلها على اي صنف اخر ، بالرغم من اننا نحاول ان نوصل اليه ان الناس لا يستلطفونها لانهم غير معتادين ان تتواجد في الولائم ، الا انه يصر عليها .
بعد ذلك تبدأ امي قبل العزومة بايام بترتيبات الصحون وغيرها من الادوات لاستخراجها وتنظيفها وتنظيمها ، كل هذا يتم في ايام وليس في ساعات .
يوم العزومه يكون يوما حافلا ، فوالدي يريد ان يطمئن ان كل شي جاهز وامي تتضايق من الاسئله وتريد ان تنجز ما عليها بصمت ، تحاول ان تشرح وتذكره ان كل شي سيكون على ما يرام ، الا انه يريد ان يرى هذا الذي على ما يرام بنفسه .
عند الساعه السابعه والنصف مساء ينزل والدي لابسا ومتجهزا لاستقبال ضيوفه وبيده العصا ، ويبدا باستقبالهم استقبالا كنت اراه رسميا نوعا ما وهو لا يرتاح الا عندما يقف ليتأكد من حضور من عزمهم .
بعد انتهاء العزومه ، يكون قد ارتاح بعد لقائه بضيوفه وخروجهم مرتاحين يودعهم ويبقى ليخبرنا شاكرا الوالده على عملها وينهي ليلته ببعض الاشارات ان اتركوا كل شي وبكره موضوع التظيف ، لانه يعرف انه استهلك طاقة الجميع في الترتيبات .
عندها تبدأ اوامر امي الصارمه ان انتهى دورك بانتهاء عزومتك والا ترتيباتنا لنا .
كل عيد اتمنى ان يكون سعيدا عليكم ، ولكنه لن يحمل هذه المره وجه والدي يستقبلكم ويودعكم على باب داره ، لن تسمعوا صوته وهو يرحب بكم ويدعوكم ان تفضلوا ، العيد سيكون هذا العام عيدا مختلفا بدونك والدي الحبيب. اغمض عيني فارى وجهك الباسم ، وانت تقول لا تقلقي كل شي بخير ، نعم كل شي بخير يا والدي ، ادعو الله لك بذلك .